| 		 خطبة عيد الفطر 1431هـ 
إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً . 
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد . 
أيها الأخوة المؤمنون : 
اتقوا الله U ، فتقوى الله وصية الله لكم ، يقول سبحانه : } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ { فاتقوا الله ـ عباد الله ـ    واعلموا بأن يومكم هذا ، يومُ عيدٍ وأكلٍ وشربٍ وشكر وذكر لله تعالى ، يومُ فرحٍ وسرورٍ لكم معشر الصائمين } قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ { فكلوا واشربوا واذكروا الله ربكم ، وأظهروا في هذا اليوم فرحكم وسروركم ، ففي الحديث الصحيح عن أنس قال t : لما قدم النبي r المدينة وجدهم ـ أي أهل المدينة ـ يحتفلون بعيدين ، فقال عليه الصلاة والسلام : (( كان لكم يومان تلعبون فيهما ، وقد أبدلكم الله خيراً منهما : يوم الفطر ويوم الأضحى )) . وأخرج الشيخان وأحمد عن عائشة قالت :  إن الحبشة كانوا يلعبون عند رسول الله r في يوم عيد فاطلعت من فوق عاتقه فطأطأ لي منكبيه فجعلت أنظر إليهم من فوق عاتقه حتى شبعت ثم انصرفت . الله أكبر ، الله اكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد . 
أيها الأخوة المؤمنون : 
 ومما يزيد العيد عيدا، اجتماعه مع عيد أخر مشروع ، هو يوم الجمعة ، والجمعة يوم عيد للمسلمين ، فأعياد المسلمين ثلاثة لا رابع لهم، عيد الفطر وعيد الضحى، وعيد الأسبوع يوم الجمعة، ليس بالإسلام ـ أيها الأخوة ـ أعياد غير هذه الأعياد الثلاثة ، ليس في الإسلام عيد مولد نبي ولا تولي زعيم ، ولا عيد انتصار على عدو ، ولا غير ذلك.  
فمن نعم الله U ، اجتماع عيدين في يوم واحد ، ولا أدل على ذلك من اهتمام الشرع بذلك ، فاجتماعهما له أحكام خاصة ، ففي الحديث الصحيح عن زيد بن أرقم t أن معاوية بن أبي سفيان سأله : هل شهدت مع رسول الله r عيدين اجتمعا في يوم واحد ؟ قال : نعم ! قال : كيف صنع ؟ قال : صلى العيد ثم رخص في الجمعة . فقال : (( من شاء أن يصلي فليصل )) . وفي صحيح البخاري عن أبي عبيد قال : شهدت العيدين مع عثمان بن عفان ، وكان ذلك يوم الجمعة ، فصلى قبل الخطبة ثم خطب فقال : يا أيها الناس إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان ، فمن أحب أن ينتظر الجمعة من أهل العوالي فلينتظر ، ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له . 
فمن حضر صلاة العيد ، فإنه يرخص له بعدم حضور صلاة الجمعة ، ويصليه ظهرا في وقت صلاة الظهر ، ولكن إن صلى مع الناس الجمعة فهو أفضل ، أما الذين لم يحضروا صلاة العيد فليس لهم رخصة في حضور صلاة الجمعة ، لأنها واجبة في حقهم ، ولا يشرع ـ أيها الأخوة ـ في هذا اليوم الأذان لصلاة الظهر ، هذا ما أفتى به العلماء بناء على أحاديث الرسول r . 
الله أكبر ، الله اكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد . 
أيها الأخوة المؤمنون : 
العيد مناسبة كبرى لمراجعة النفس والعمل وإصلاح ذات البين وصلة الأرحام والرأفة باليتامى والمساكين والإحسان إليهم وإقامة أمر الله في الوالدين والأقربين والألفة والمحبة بين المسلمين والتزاور والتهنئة بهذه المناسبة . فبادروا أعماركم ، وتنافسوا فيما بينكم ، وأروا الله من أنفسكم خيرًا . 
أقول قولي هذا، وأستغفر الله ولي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم. 
الخطبة الثانية 
الحمد لله معيد الجمع والأعياد ، أحمده سبحانه من إله يحكم بين العباد ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، } جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ { . 
 وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا 
أما بعد : 
أيها المسلمون ؛ اتقوا الله تعالى ، واعلموا بأن الله سبحانه بشر المستقيمين على عبادته ، والمستمرين في طاعته بالسعادة الكاملة في الدنيا والآخرة ، فقال سبحانه : } إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ { قال العلماء : الاستقامة : هي المداومة على الطاعة . وقال عمر بن الخطاب t : معنى الإستقامة : أن تستقيم على الأمر والنهي ولا تروغ روغان الثعالب . 
فحافظوا على الطاعات ـ ياعباد الله ـ وبادروا بصيام ستة أيام من هذا الشهر ، فإن نبيكم e يقول : (( من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر كله ))  
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد . 
أيها الأخوة المؤمنون : 
اعلموا رحمكم الله بأن من السنة لمن خرج إلى المصلى يوم العيد من طريق أن يرجع من طريق آخر اقتداء بالنبي e وإظهارا لشعائرالله . 
معشر النساء ؛ أيتها الفاضلات ، إلتزمن بآداب الإسلام : } فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ، وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ {  
أخواتي الفاضلات ؛ احذرن ما تفعله بعض النساء من كشف للعورات ، وإظهار للمفاتن ، فقد قال النبي e : (( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد )) وذكر : (( نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها )) . إحذرن ايتها المسلمات كثرة اللعن وجحود ما يتفضل به الأزواج فقد النبي e : (( رأيتكن أكثر أهل النار لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير )) . 
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد . 
معشر المسلمين والمسلمات : 
هنيئا لكم عيدكم ، جعلني الله وإياكم من الذين ينادى بهم : انصرفوا مغفورا لكم . 
اللهم إنا نسألك وأنت في عليائك أن تغفر لنا في مقامنا هذا أجمعين . اللهم إنا عبادك ، خرجنا إلى هذا المكان نرجوا رحمتك ونأمل ثوابك ، وبحاجة لفضلك ، ونخاف عذابك وعقابك ، فاللهم حقق لنا ما نرجوا ، وآمنا مما نخاف يارب العالمين . 
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك اللهم على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد . وارض اللهم عن الصحابة أجمعين ، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بعفوك وإحسانك ورحمتك يا أرحم الراحمين . اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، اللهم أيد بنصرك المبين عبادك المجاهدين ، اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين ، وهيئ لهم البطانة من عبادك الصالحين الناصحين .اللهم فرج هم المهمومين ، ونفس كرب المكروبين ، واقض الدين عن المدينين وارحم اللهم موتى المسلمين . اللهم أنزل من بركات هذا اليوم على أهل القبور من المسلمين في قبورهم ، وعلى أهل الدور من المسلمين في دورهم ، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة . ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، وآتنا ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة واجعلنا من المحسنين . سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .  |