لِلْكِرَامِ فَضْلُ الْكِسْوَةِ فِي الإِسْلَام
إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .
أَمَّا بَعْدُ ؛ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ ؛ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ ؛ عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لَكُمْ وَلِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ ، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ ؛ أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ دَلَائِلِ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ تَعَالَى، وَأَوْضَحِ شَوَاهِدِ تَقْوَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ؛ الْإِحْسَانَ إِلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ، وَإِلَى مَنْ هُوَ بِحَاجَةٍ إِلَى ذَلِكَ، وَخَاصَّةً فِي أَوْقَاتِ الْحَاجَةِ وَأَزْمِنَةِ الشِّدَّةِ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ ، فَجَمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ الْإِيمَانِ بِهِ وَبَيْنَ بَذْلِ الْمَالِ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ، وَجَعَلَ ذَلِكَ مِنْ صَمِيمِ الْبِرِّ، لَا مِنْ مُكَمِّلَاتِهِ، وَخَصَّهُ بِقَوْلِهِ: ﴿عَلَى حُبِّهِ ﴾ أَيْ : مَعَ شِدَّةِ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ وَتَعَلُّقِ النَّفْسِ بِهِ، وَهُوَ أَبْلَغُ دَلِيلٍ عَلَى صِدْقِ الْإِيمَانِ وَتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَفِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ »، وَفِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ آخَرَ يَقُولُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: « السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ » ، وَمَعْنَى السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ؛ أَيِ الَّذِي يَقُومُ بِمَصَالِحِهِمَا وَمُؤْنَتِهِمَا وَمَا يَلْزَمُهُمَا.
فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإِحْسَانَ إِلَى الْمُحْتَاجِينَ، وَالسَّعْيَ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِهِمْ، عِبَادَةً عَظِيمَةً تَعْدِلُ الْجِهَادَ، وَرَتَّبَ عَلَيْهَا تَفْرِيجَ الْكُرَبِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا لِمَنْ صَدَقَ إِيمَانُهُ وَحَسُنَتْ تَقْوَاهُ.
وَلَا يَخْفَى عَلَى عَاقِلٍ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - مَا نُعَانِي مِنْهُ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ؛ حَيْثُ الْبَرْدُ الشَّدِيدُ، الَّذِي تَزْدَادُ فِيهِ مُعَانَاةُ كَثِيرٍ مِنَ الْمُحْتَاجِينَ، وَتَتَعَاظَمُ فِيهِ حَاجَةُ الْمُعْسِرِينَ مِنَ الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ، وَأَخُصُّ بِذَلِكَ حَاجَتَهُمْ لِكُسْوَةِ الشِّتَاءِ، الَّتِي يَغْفُلُ عَنْهَا وَعَنْ عِظَمِ أَجْرِهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، وَالْكُسْوَةُ لَهَا شَأْنٌ عَظِيمٌ فِي الدِّينِ، وَمَنْزِلَةٌ سَامِيَةٌ فِي شَرْعِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، يَكْفِيهَا أَهَمِّيَّةً وَمَنْزِلَةً وَفَضْلًا أَنَّهَا مِنَ الضَّرُورِيَّاتِ الَّتِي لَا تَقُومُ حَيَاةُ الْإِنْسَانِ إِلَّا بِهَا، وَلَا تُصَانُ كَرَامَةُ الْمَرْءِ إِلَّا مِنْ خِلَالِهَا، وَلَا تُوَارَى سَوْأَةُ بَنِي آدَمَ إِلَّا فِيهَا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ ، يَقُولُ ابْنُ كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ: يَمْتَنُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى عِبَادِهِ بِمَا جَعَلَ لَهُمْ مِنَ اللِّبَاسِ وَالرِّيشِ، فَاللِّبَاسُ الْمَذْكُورُ هَاهُنَا لِسَتْرِ الْعَوْرَاتِ - وَهِيَ السَّوْءَاتُ-، وَالرِّيَاشُ وَالرِّيشُ: هُوَ مَا يُتَجَمَّلُ بِهِ ظَاهِرًا، فَالْأَوَّلُ مِنَ الضَّرُورِيَّاتِ، وَالرِّيشُ مِنَ التَّكَمُّلَاتِ وَالزِّيَادَاتِ.
فَاللِّبَاسُ -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- سَتْرٌ وَصِيَانَةٌ، وَوِقَايَةٌ مِنَ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ، وَحِفْظٌ لِكَرَامَةِ الْإِنْسَانِ.
وَقَدْ عَظَّمَ الْإِسْلَامُ شَأْنَ الْكُسْوَةِ، وَجَعَلَهَا فِي مَنْزِلَةِ إطْعَامِ الطَّعَامِ، بَلْ قَرَنَهَا بِهِ، وَجَعَلَهَا مِنْ كَفَّارَاتِ الذُّنُوبِ وَالْأَيْمَانِ، وَذَلِكَ مِمَّا يَدُلُّ دَلَالَةً وَاضِحَةً عَلَى عَظِيمِ مَنْزِلَتِهَا، وَرَفِيعِ مَكَانَتِهَا، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ ، فَجَعَلَ عَزَّ وَجَلَّ الْكُسْوَةَ عَدْلًا لِإِطْعَامِ الطَّعَامِ، وَكِلَاهُمَا عِبَادَةٌ عَظِيمَةٌ، وَطَرِيقٌ لِتَكْفِيرِ الذُّنُوبِ، وَسَبَبٌ لِنُزُولِ رَحْمَةِ الرَّحْمَنِ سُبْحَانَهُ.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
أَمَّا بَعْدُ : أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ :
وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَهَمِّيَّةِ الْكُسْوَةِ فِي الْإِسْلَامِ، وَمَكَانَتِهَا الرَّفِيعَةِ فِي شَرِيعَةِ الرَّحْمَنِ: مَا جَاءَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ اَلْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «أَيُّمَا مُسْلِمٍ كَسَا مُسْلِمًا ثَوْبًا عَلَى عُرْيٍ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ خُضْرِ الْجَنَّةِ، وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ أَطْعَمَ مُسْلِمًا عَلَى جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ سَقَى مُسْلِمًا عَلَى ظَمَأٍ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَفِي إسْنَادِهِ لَينٌ. يَقُولُ ابْنُ عُثَيْمِينَ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: اللِّينُ أَعْلَى مِنَ الضَّعْفِ، يَعْنِي: لَا يَصِلُ إلَى دَرَجَةِ الْحَسَنِ ، وَلَا يَنْزِلُ إلَى دَرَجَةِ ضَعِيفٍ.
وَيَقُولُ سَمَاحَةُ الشَّيْخِ ابْنُ بَازٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هَذَا وَإِنْ كَانَ فِي سَنَدِهِ لِينٌ، لَكِنَّ شَوَاهِدَهُ كَثِيرَةٌ فِي الْآيَاتِ وَالْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ الدَّالَّةِ عَلَى فَضْلِ إطْعَامِ الْمِسْكِينِ، وَكَسْيِ الْعُرَاةِ، وَالصَّدَقَةِ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ. وَهَذِهِ الْآيَاتُ وَالْأَحَادِيثُ لَا تُحْصَى فِي مِثْلِ هَذَا.
فَالْإِحْسَانُ إلَى النَّاسِ، وَالرَّأْفَةُ بِهِمْ، وَالرَّحْمَةُ لَهُمْ؛ عَاقِبَتُهَا حَمِيدَةٌ: الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ. انْتَهَى كَلَامُهُ رَحِمَهُ اللَّهُ.
فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ؛ تَفَقَّدُوا إِخْوَانَكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيْنَ تَكُونُ الْجَنَّةُ؟ فَقَدْ تَكُونُ بِشَرْبَةِ مَاءٍ، وَقَدْ تَكُونُ بِكُسْوَةٍ تَقِي مِنْ بَرْدِ الشِّتَاءِ، وَقَدْ تَكُونُ بِصَدَقَةٍ خَفِيَّةٍ، وَقَدْ تَكُونُ بِعَطِيَّةٍ يَسِيرَةٍ، وَقَدْ تَكُونُ بِإِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَى قَلْبِ إِنْسَانٍ مَكْسُورٍ، تَفَقَّدُوا إِخْوَانَكُمْ، فَإِنَّ فِي الْبُيُوتِ مِنَ الْكُرَبِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ، وَإِنَّ فِي النَّاسِ مُتَعَفِّفِينَ كَثِيرِينَ، لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا، وَلَا يَطْرُقُونَ الْأَبْوَابَ حَيَاءً، ﴿يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ﴾. وَيَا مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالدِّفْءِ وَالْأَمَانِ، اجْعَلْ لَكَ نَصِيبًا مِنْ كُسْوَةِ فَقِيرٍ، أَوْ يَتِيمٍ، أَوْ مِسْكِينٍ؛ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ، وَكَفَّارَةٌ، وَعِبَادَةٌ، وَدَلِيلٌ وَبُرْهَانٌ عَلَى صِدْقِ الْإِيمَانِ.
أَلَا وَصَلُّوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ، فَقَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ عَلِيمًا : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ .
فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ التَّابِعِينَ وَتَابِعِي التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وَعَنَّا بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ انْصُرِ الْإِسْلَامَ وَأَعِزَّ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينِ ، اللَّهُمَّ وَاجْعَلْ بَلَدَنَا هَذَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ . اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا ، وَاسْتَعْمِلْ عَلَيْنَا خِيَارَنَا ، وَاجْعَلْ وِلَايَتَنَا فِي عَهْدِ مَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ حِفْظَ أَعْرَاضِنَا ، وَحِفْظَ أَمْوَالِنَا ، وَحِفْظَ دِمَائِنَا ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا بِسُوءٍ اللَّهُمَّ اشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ ، وَاجْعَلْ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا لَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .
﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ .
عِبَادَ اللَّهِ :
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ فَاذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا: