جُحُوْدُ اَلْنِّعَمِ كُفْرٌ وَهَمٌ وَأَلَمٌ
إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .
أَمَّا بَعْدُ ؛ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ ؛ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ ؛ عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لَكُمْ وَلِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ ، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ :
فِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ ، ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قِصَّةَ زِيَارَةِ نَبِيِّ اللهِ إِبْرَاهِيمَ ، عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِابْنِهِ إِسْمَاعِيلَ وَزَوْجَتِهِ ، قَالَ : « فَجَاءَ إبْرَاهِيمُ بَعْدَما تَزَوَّجَ إسْمَاعِيلُ يُطَالِعُ تَرِكَتَهُ ، فَلَمْ يَجِدْ إسْمَاعِيلَ ، فَسَأَلَ امْرَأَتَهُ عنْه ، فَقالَتْ : خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا ، ثُمَّ سَأَلَهَا عَنْ عَيْشِهِمْ وهَيْئَتِهِمْ ، فَقالَتْ : نَحْنُ بشَرٍّ ، نَحْنُ في ضِيقٍ وشِدَّةٍ ، فَشَكَتْ إِلَيْهِ ، قَالَ : فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ السَّلَامَ ، وقُولِي لَهُ : يُغَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِهِ ، فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ كَأَنَّهُ آنَسَ شَيْئًا ، فَقَالَ : هَلْ جَاءَكُمْ مِنْ أَحَدٍ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، جَاءَنَا شَيخٌ كَذَا وكَذَا ، فَسَأَلَنَا عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ ، وَسَأَلَنِي : كَيْفَ عَيْشُنَا ؟ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا فِي جَهْدٍ وَشِدَّةٍ ، قَالَ : فَهَلْ أَوْصَاكِ بِشَيْءٍ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ السَّلَامَ ، وَيَقُولُ : غَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِكَ ، قالَ : ذَاكَ أَبِي ، وَقَدْ أَمَرَنِي أَنْ أُفَارِقَكِ ، الْحَقِي بأَهْلِكِ ، فَطَلَّقَهَا » .
وَالشَّاهِدُ -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- أَنَّ كُفْرَ النِّعَمِ وَجُحُودَهَا ، وَعَدَمَ الرِّضَا بِالْقَلِيلِ ، وَكَثْرَةَ التَّشَكِّي مِنَ الْأَوْضَاعِ ، وَخَاصَّةً عِنْدَ مَنْ لَا يَمْلِكُ حَلًّا لَهَا ؛ صِفَةٌ ذَمِيمَةٌ وَعَادَةٌ سَيِّئَةٌ وَخُلُقٌ لَا يَلِيقُ بِالْمُؤْمِنِ ، وَفِيهِ دَلِيلٌ وَاضِحٌ عَلَى غَفْلَةِ الْقَلْبِ وَعَدَمِ شُكْرِ الْمُنْعِمِ ، وَهُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى :﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ ، يَقُولُ ابْنُ سِعْدِيٍّ فِي تَفْسِيرِهِ : أَيْ : عَمَّكُمْ وَغَمَرَكُمْ نِعَمُهُ الظَّاهِرَةُ وَالْبَاطِنَةُ الَّتِي نَعْلَمُ بِهَا ، وَالَّتِي تَخْفَى عَلَيْنَا ، نِعَمُ الدُّنْيَا ، وَنِعَمُ الدِّينِ ، حُصُولُ الْمَنَافِعِ ، وَدَفْعُ الْمَضَارِّ .
يُوجَدُ مِنَ النَّاسِ -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- مَنْ يَنْدُبُونَ حُظُوظَهُمْ ، وَيَشْتَكُونَ فَقْرَهُمْ وَشِدَّةَ حَاجَتِهِمْ ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ مَحْرُومُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ ، وَهُمْ فِي الْحَقِيقَةِ يَتَقَلَّبُونَ فِي نِعَمٍ يُوجَدُ مَنْ لَمْ يَحْلُمْ بِهَا ، وَمَنْ يَتَمَنَّى عُشْرَ عُشْرِهَا .
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ يَشْكُو ضِيقَ حَالِهِ ، فَقَالَ لَهُ يُونُسُ : « أَيَسُرُّكَ بِبَصَرِكَ هَذَا الَّذِي تُبْصِرُ بِهِ مِائَةُ أَلْفِ دِرْهَمٍ ؟ ـ أَيْ : أُعْطِيكَ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَأُفْقِدُكَ بَصَرَكَ ، وَتَكُونُ أَعْمَى- قَالَ الرَّجُلُ : لَا ، قَالَ : فَبِيَدَيْكَ مِائَةُ أَلْفٍ ؟ قَالَ الرَّجُلُ : لَا ، قَالَ : فَبِرِجْلَيْكَ ؟ قَالَ الرَّجُلُ : لَا ، قَالَ : فَذَكَّرَهُ بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِ ، وَقَالَ يُونُسُ : أَرَى عِنْدَكَ مِئِينَ أُلُوفٍ وَأَنْتَ تَشْكُو الْحَاجَةَ!» .
فَمَنْ يَشْكُو فَقْرَهُ وَحَاجَتَهُ وَفَاقَتَهُ ؛ قَدْ يَمْلِكُ نِعَمًا لَا تُقَدَّرُ بِثَمَنٍ ، وَهُوَ لَا يَشْعُرُ بِهَا ، وَفِي الْحَدِيثِ الْحَسَنِ ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا » ، أَيْ : كَأَنَّهُ مَلَكَ الدُّنْيَا وَجَمَعَهَا كُلَّهَا ، وَاللَّهِ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ إِنَّنَا فِي نِعَمٍ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ ، نَأَكُلُ وَنَشْرَبُ مَا لَذَّ وَطَابَ ، وَنَلْبَسُ وَنَسْكُنُ مَا نَشَاءُ ، وَنَمْلِكُ مِنْ وَسَائِلِ الرَّاحَةِ مَا لَمْ يَخْطُرْ بِبَالِ مُلُوكِ الْأَرْضِ فِي الْقُرُونِ الْأُولَى ، قَارُونُ يَقُولُ عَنْهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ ﴾ ، وَلَوْ نَظَرَ قَارُونُ إِلَى بِطَاقَاتِ الصَّرَّافِ الَّتِي نَضَعُهَا الْيَوْمَ فِي جُيُوبِنَا ، وَإِلَى تَطْبِيقَاتِ الْبُنُوكِ عَلَى هَوَاتِفِنَا ، لَعَلِمَ أَنَّ مَفَاتِيحَهُ تِلْكَ لَمْ تَكُنْ شَيْئًا يُذْكَرُ! وَكَسْرَى وَقَيْصَرُ وَمَنْ عَلَى شَاكِلَتِهِمْ ، كَانُوا يَجْلِسُونَ عَلَى الْآرَائِكِ الْوَثِيرَةِ ، وَيَنَامُونَ عَلَى الْفُرُشِ الثَّمِينَةِ ، وَيُبَرَّدُ عَلَيْهِمْ بِرِيشِ النَّعَامِ ، وَيُسْقُونَ الْمَاءَ الْبَارِدَ بِجَرَّاتِ الْفَخَّارِ ، وَلَوْ رَأَى أَحَدُهُمْ مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ نِعَمٍ ، مِنْ كَنَبَاتِنَا وَثَلَّاجَاتِنَا وَمُكَيِّفَاتِنَا وَغُرَفِ نَوْمِنَا ؛ لَاعْتَبَرَنَا مُلُوكًا ، وَهُوَ مِنْ خَدَمِنَا .
فَالْغَفْلَةُ عَنْ نِعَمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ دَاءٌ خَطِيرٌ ، وَشَرٌّ مُسْتَطِيرٌ ، وَسَبَبٌ مِنْ أَسْبَابِ الشَّقَاءِ وَضِيقِ الصَّدْرِ وَكَثْرَةِ التَّذَمُّرِ وَالتَّشَكِّي ، وَمَتَى أَطْلَقَ الْإِنْسَانُ نَظَرَهُ إلَى مَا لَا يَمْلِكُ ، وَقَارَنَ وَضْعَهُ فِي وَضْعِ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ ، وَازْدَرَى نِعَمَ اللَّهِ عَلَيْهِ ، احْتَقَرَ الْمَوْجُودَ وَتَحَسَّرَ عَلَى الْمَفْقُودِ ، وَسَخِطَ عَلَى مَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ ، وَهَذَا مِمَّا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ بِقَوْلِهِ :﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ . بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ .
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانَهُ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيْرًا .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
إِنَّ كَثْرَةَ التَّشَكِّي وَالتَّسَخُّطِ ، وَجُحُودَ نِعَمِ اللَّهِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ ؛ دَلِيلٌ عَلَى مَرَضِ الْقَلْبِ الَّذِي يُورِثُ الْقَلَقَ وَيُضْعِفُ الْإِيمَانَ وَيَطْمِسُ الْبَصِيرَةَ ، وَهَذِهِ الْآفَةُ الْخَطِيرَةُ لَهَا أَسْبَابٌ كَثِيرَةٌ ، مِنْهَا : ضَعْفُ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ ، وَعَدَمُ الثِّقَةِ بِحِكْمَتِهِ وَعَدْلِهِ ، وَمِنْهَا النَّظَرُ إِلَى مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : « انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْكُمْ وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ ؛ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ » ؛ « أَنْ لَا تَزْدَرُوا » ، أَيْ : لَا تَحْتَقِرُوا «نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ» ؛ وَذَلِكَ أَنَّ نَظَرَ الْإِنْسَانِ إِلَى مَنْ هُوَ أَعْلَى مِنْهُ ؛ يُؤَدِّي إِلَى اسْتِحْقَارِ مَا عِنْدَ نَفْسِهِ مِنَ النِّعَمِ ، فَيَسْتَقِلُّ النِّعْمَةَ وَيُعْرِضُ عَنِ الشُّكْرِ وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ .
وَمِنَ الْأَسْبَابِ ؛ الْجَهْلُ بِحَقَائِقِ النِّعَمِ وَكَثْرَتِهَا ، فَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ؛ لَا يَعِي حَقِيقَةَ النِّعَمِ الَّتِي يَعِيشُ فِيهَا ، فَلَا يَعْرِفُ قَدْرَهَا إلَّا إذَا زَالَتْ ، فَيَكْفُرُ بِهَا وَهُوَ لَا يَشْعُرُ .
وَالْأَسْبَابُ كَثِيرَةٌ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ، وَلَكِنْ مِنْ أَخْطَرِهَا ؛ الِاعْتِرَاضُ عَلَى قَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ ، فَمَنْ لَمْ يُرَبِّ نَفْسَهُ عَلَى الرِّضَا بِالْقَضَاءِ ، صَارَ التَّسَخُّطُ عَادَتَهُ ، وَالْجُحُودُ لُغَتَهُ .
أَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَجْعَلَنِي وَإِيَّاكُمْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، الْقَانِعِينَ ، الرَّاضِينَ ، وَأَنْ يُوَفِّقَنَا لِطَاعَتِهِ وَذِكْرِهِ ، وَيُجَنِّبَنَا مَعَاصِيَهُ وَسَخَطَهُ .
اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا ، وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا ، وَاجْعَلْ مَا رَزَقْتَنَا عَوْنًا لَنَا عَلَى طَاعَتِكَ ، اللَّهُمَّ احْفَظْ لَنَا وَعَلَيْنَا أَمْنَنَا ، وَأَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا ، وَبَارِكْ فِي عُلَمَائِنَا وَدُعَاتِنَا ، وَانْصُرْ دِينَكَ وَكِتَابَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
اللَّهُمَّ أصْلِحْ نِيَّاتِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ .
عِبَادَ اللهِ :
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُوْن .