اَلْغَيْرَةُ مَحْمُوْدُهَاْ وَاَلْمَذْمُوْمُ
إِنَّ الْحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ ؛ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ ؛ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ ؛ عِبَادَ اللهِ:
تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لَكُمْ وَلِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ، بِأَنَّ كَمَالَ الْإِيمَانِ وَضَعْفَهُ، لَهُ دَوْرٌ هَامٌّ فِي عَمَلِ الْإِنْسَانِ، فَكُلَّمَا كَمُلَ الْإِيمَانُ فِي قَلْبِ الْإِنْسَانِ زَانَ عَمَلُهُ، وَكُلَّمَا ضَعُفَ سَاءَ، فَأَسْوَأُ النَّاسِ أَعْمَالًا أَضْعَفُهُمْ إِيمَانًا، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ يَقُولُ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: « مَنْ رَأَى مِنكُم مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإيمانِ ».
وَمِنَ الْأُمُورِ الَّتِي لِلْإِيمَانِ فِي الْقُلُوبِ دَوْرٌ هَامٌّ فِيهَا: الْغَيْرَةُ عَلَى الْمَحَارِمِ، وَالْغَيْرَةُ نَوْعَانِ ذَكَرَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سُنَّتِهِ: نَوْعٌ مَحْمُودٌ وَنَوْعٌ مَذْمُومٌ، الْمَحْمُودُ مِمَّا يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْمَذْمُومُ مِمَّا يُبْغِضُ جَلَّ جَلَالُهُ، فَفِي حَدِيثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ وَحَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ رَحِمَهُمُ اللَّهُ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: « مِنَ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللَّهُ، فَأَمَّا الَّتي يُحِبُّهَا اللَّهُ فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتي يُبْغِضُهَا اللَّهُ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ»، قَالَ شُرَّاحُ الْحَدِيثِ: الْغَيْرَةُ هِيَ الْحَمِيَّةُ وَالأَنَفَةُ، فَمِنْهَا الحَسَنُ الَّذِي يُحِبُّه اللهُ، وَمِنْهَا الْقَبِيحُ الَّذِي يُبْغِضُهُ اللهُ،"فَأَمَّا الَّتِي يُحِبُّهَا اللهُ فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ"، أَيْ: يَغَارُ الرَّجُلُ إِذَا رَأَى مِنْ مَحَارِمِهِ أَوْ غَيْرِهِمْ فِعْلًا مُحَرَّمًا، فَيَنْزَعِجُ مِنْ ذَلِكَ، وَيَمْنَعُهُمْ مِنْهُ.
وَمِنْ هَذَا النَّوْعِ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ: أَنْ تَخْرُجَ الْمَرْأَةُ إِلَى السُّوقِ أَوْ إِلَى أَيِّ مَكَانٍ فِيهِ رِجَالٌ مِنْ غَيْرِ مَحَارِمِهَا وَهِيَ مُتَبَرِّجَةٌ مُتَزَيِّنَةٌ مُتَعَطِّرَةٌ تَفُوحُ رَوَائِحُ طِيبِهَا، وَلَا تَجِدُ مَنْ يُنْكِرُ عَلَيْهَا ذَلِكَ، وَفِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَالَ عَنْهُ الْأَلْبَانِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: إِسْنَادُهُ حَسَنٌ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا؛ فَهِيَ زَانِيَةٌ»، وَقَدْ سُئِلَ سَمَاحَةُ الشَّيْخِ: صَالِحُ الْفَوْزَانُ، عُضْوُ هَيْئَةِ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ، عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ «فَهِيَ زَانِيَةٌ»؛ هَلْ يُقَامُ عَلَيْهَا حَدُّ الزِّنَى؟، فَقَالَ حَفِظَهُ اللَّهُ: لَا؛ الزِّنَا يَتَنَوَّعُ، وَهَذَا زِنًى جُزْئِيٌّ، وَذَكَرَ: الْعَيْنُ تَزْنِي وَزِنَاهَا النَّظَرُ، يُشِيرُ حَفِظَهُ اللَّهُ وَأَطَالَ عُمْرَهُ عَلَى طَاعَتِهِ وَنَفَعَنَا بِعِلْمِهِ، يُشِيرُ إِلَى الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ، فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، والنَّفْسُ تَمَنَّى وتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أوْ يُكَذِّبُهُ ».
فَالْمَرْأَةُ إِذَا تَبَرَّجَتْ وَاسْتَعْطَرَتْ، وَمَرَّتْ بِالرِّجَالِ، هَيَّجَتْ شَهْوَتَهُمْ وَلَفَتَتْ أَنْظَارَهُمْ، وَبِذَلِكَ مَنْ نَظَرَ إِلَيْهَا وَقَعَ بِزِنَا النَّظَرِ، «فَالْعَيْنُ تَزْنِي وَزِنَاهَا النَّظَرُ» كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهِيَ السَّبَبُ وَهِيَ آثِمَةٌ وَلَا شَكَّ فِي ذَلِكَ، وَسَبَبُ ذَلِكَ كُلِّهِ عَدَمُ وُجُودِ رَجُلٍ يَغَارُ عَلَى مَحَارِمِهِ ؛ يَمْنَعُهَاْ أَنْ تَخْرُجَ وَهِيَ عَلَىْ هَذِهِ اَلْحَاْلَةِ اَلْمُخَاْلِفَةِ اَلْمُزْرِيَةِ .
وَمِثْلُ هَذِهِ؛ بَلْ أَسْوَأُ مِنْهَا؛ الَّتِي تَخْتَلِطُ بِالرِّجَالِ اَلْأَجَاْنِبِ وَتَخْلُو بِهِمْ ، يَقُولُ سَمَاحَةُ الشَّيْخِ ابْنُ بَازٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: رَوَى أَحْمَدُ فِي "الْمُسْنَدِ" بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: « لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا » ، وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: « إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ » ، قَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ الْحَمْوَ ؟ قَالَ: « الْحَمْوُ الْمَوْتُ » . يَعْنِي: خَطَرٌ عَظِيمٌ، الْحَمْوُ: كَالْأَخِ، وَالْعَمِّ، وَابْنِ الْعَمِّ، وَابْنِ الْأَخِ؛ لِأَنَّهُ قَدْ تَتَسَاهَلُ مَعَهُ الْمَرْأَةُ وَلَا تَتَحَجَّبُ وَلَا تُبَالِي فَيَطْمَعُ فِيهَا.
إلَى أَنْ قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ: فَالْمَقْصُودُ أَنَّ الْخَلْوَةَ بِالْأَجْنَبِيَّةِ مُطْلَقًا لَا تَجُوزُ، وَلَوْ كَانَ حَمْوًا، وَلَوْ كَانَ أَخَاهُ، أَوْ عَمَّهُ، أَوِ ابْنَ عَمِّهِ، لَيْسَ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى يَكُونَ مَعَهُمْ ثَالِثٌ، مِنِ امْرَأَةٍ أَوْ رَجُلٍ ثَالِثٍ تَزُولُ بِهِ الْفِتْنَةُ وَالتُّهْمَةُ. فَتَعَطُّرُ الْمَرْأَةِ وَتَبَرُّجُهَا وَخُرُوجُهَا إلَى مُجْتَمَعَاتِ الرِّجَالِ مِنْ غَيْرِ مَحَارِمِهَا، وَخَلْوَتُهَا بِرَجُلٍ أَجْنَبِيٍّ عَنْهَا، أَمْرٌ فِيهِ مِنَ الرِّيبَةِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ، وَالْغَيْرَةُ فِيهِ وَمِنْهُ مِنَ الْمَحْمُودِ الَّذِي يُحِبُّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَفِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ ـ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتي لَضَرَبْتُهُ بالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ، فَبَلَغَ ذلكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ، واللَّهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي، وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ».
فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ، وَتَذَكَّرُوا قَوْلَ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الْحَسَنِ الصَّحِيحِ: «ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ، وَالدَّيُّوثُ»، وَالدَّيُّوثُ وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ هُوَ الَّذِي يَرْضَى السُّوءَ وَيُقِرُّهُ فِي أَهْلِهِ؛ فَلَا يَكُونُ عِنْدَهُ غَيْرَةٌ عَلَيْهِمْ، فَهَذَا الْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ:
وَمِنْ الْغَيْرَةِ الْمَذْمُومَةِ؛ الْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ مَوْطِنِ الرِّيبَةِ، أَنْ يَغَارَ لِمُجَرَّدِ سُوءِ الظَّنِّ، وَهَذِهِ الْغَيْرَةُ تُفْسِدُ الْمَحَبَّةَ وَتُوقَعُ الْعَدَاوَةَ، وَخَاصَّةً بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ، فَالزَّوْجُ يَنْبَغِي أَنْ يَغَارَ عَلَى زَوْجَتِهِ، وَلَكِنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَعْتَدِلَ فِي ذَلِكَ، لَا يُسِيئَ الظَّنَّ بِهَا، وَلَا يَكُونَ سُوءُ ظَنِّهِ سَبَبًا فِي تَقَصِّي حَرَكَاتِهَا وَسَكَنَاتِهَا، وَلَا تَحَرِّي عَثَرَاتِهَا، فَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: «نَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلًا يَتَخَوَّنُهُمْ، أَوْ يَلْتَمِسُ عَثَرَاتِهِمْ».
وَكَذَلِكَ الزَّوْجَةُ، يَنْبَغِي أَنْ تَغَارَ عَلَى زَوْجِهَا وَذَلِكَ أَمْرٌ طَبَعِيٌّ، وَلَكِنْ يَجِبُ أَنْ تَعْتَدِلَ فِي ذَلِكَ، فَالْغَيْرَةُ أَذَا تَجَاوَزَتْ حَدَّهَا صَارَتْ مَذْمُومَةً مُتْعِبَةً قَدْ تُفْسِدُ حَيَاةَ صَاحِبِهَا، وَتَتَسَبَّبُ فِي شَقَائِهِ وَتَعَاسَتِهِ، وَلِذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ: « وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُبغِضُها اللَّهُ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ » قَالَ شُرَّاحُ الْحَدِيثِ: كَأَنْ يَغَارَ الرَّجُلُ إِذَا رَأَى أُمَّهُ تَزَوَّجَتْ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ حَلَالٌ، فَيَنْزَعِجُ مِنْ ذَلِكَ، وَيُرِيدُ مَنْعَهُ.
أَسْأَلُ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْ يَهْدِيَ ضَالَّ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنْ يَجْعَلَنَا جَمِيعًا فُقَهَاءَ فِي هَذَا الدِّينِ، وَهُدَاةً مُهْتَدِينَ لَا ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ إِنَّهُ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ ذُنُوبَنَا، وَتَهْدِيَ إِلَى مَا يُرْضِيكَ قُلُوبَنَا، وَتُزَكِّيَ بِمَا تُحِبُّ نُفُوسَنَا، وَتُحْصِنَ عَنِ الْحَرَامِ فُرُوجَنَا، وَتَكْفِيَنَا بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَتُغْنِيَنَا بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَغَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الزَّلَازِلِ وَالْمِحَنِ، وَمِنْ مُضِلَّاتِ الْفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾.
عِبَادَ اللهِ:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾. فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.