أبشروا وأملوا
الحمد لله والصلاة على رسول الله وبعد :
روى مسلم و أحمد و أصحاب السنن إلا النسائي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ( إن الله زوى لي الأرض - أي ضمها وجمعها- فرأيت مشارقها ومغاربها، وأن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها ) وفي الحديث الذي رواه ابن حبان : ( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل به الكفر ) وهو صحيح .
هذان الحديثان يؤكدان: حتمية رجوع الإسلام إلى مركز الريادة، وموضع القيادة، ومقام السيادة من شرق الدنيا إلى غربها، لتتحقق إرادة الله التي اقتضاها للأمة الإسلامية منذ الأزل.
وروى الشيخان -والأحاديث كثيرة ولكني أختصرها- عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم! هذا يهودي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ) وهذا الحديث يشير إلى أن اليهود سيجتمعون في مكان، ثم يتسلط عليهم المسلمون، وهذا هو الواقع الكائن، والدلائل تشير إلى هذا، فإن اليهود يجمعون أعوانهم وأهلهم من كل مكان في فلسطين . وأيضاً لا ننس أحاديث الطائفة المنصورة .
وقد وردت عن عدد من الصحابة منها: حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه عند مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ).
وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مثل أمتي مثل المطر لا يُدرى أوله خير أم آخره ) والحديث رواه أحمد و الترمذي وقال الترمذي : حديث حسن، وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( بشر هذه الأمة بالسناء والنصر والتمكين، ومن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب ) . والحديث رواه أحمد وصححه الألباني
من هذه النصوص من القرآن والسنة يتبين لنا:-
أن هذه النصوص كلها بشائر لنصرة الإسلام وتمكينه، ألا فليثق الدعاة إلى الله عز وجل بهذه المبشرات مهما كان في الطريق من عثرات { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ } [آل عمران:142] ولو لم يكن من البشائر والمبشرات سوى هذه النصوص لكفت، فكيف والتاريخ يشهد لذلك؟ وكيف والواقع يتفجر عن ينابيع الإسلام؟
فيجب على أهل الإسلام الحق أن يرجعوا إلى الدين الحق ولا ينظروا إلى كثرة كلام أهل الباطل الذين يشككون في ثوابت الدين وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
والكل منا مأمور بالدفاع عن الإسلام بكلمة أو شريط لعالم رباني موثوق أو مطوية أخرى نافعة والحق أبلج فأبشروا وأملوا
..............................................
وليد بن سالم الشعبان عضو الدعوة والإرشاد بحائل
|